كيف تغيرت تركيا خلال 5 سنوات... تطور الصناعات العسكرية التركية بين عامي 2015 – 2020

نشر مركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى تقريراً يتناول تطور الصناعات العسكرية التركية بين عامي 2015 و 2020.

نستعرض خلال هذه السلسلة من الدراسات التطورات الواسعة بمكانة تركيا الدولية ووضعها الإقليمي والداخلي خلال السنوات الخمس الأخيرة (2015-2020)، وهي سنوات شهدت تغيرات نوعية وجوهرية، منها الانقلاب الفاشل عام 2016 

وما تلا ذلك من اعادة هيكلة وبناء للدولة التركية، ثم الاستفتاء وتغيير نظام الحكم إلى النظام الرئاسي، وما رافق ذلك من تغييرات دولية وإقليمية أبرزها وصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، ثم مغادرته البيت الأبيض لصالح جو بايدن، وتغير أولويات الإدارة الأمريكية، واتجاه السياسة الخارجية التركية بشكل ملفت   وفعّال بذات الفترة نحو ساحات دولية مثل سوريا وليبيا، والدور التركي المتزايد في أفريقيا وآسيا الوسطى، ثم حدوث جائحة كورونا مع كل ما فرضته من تغييرات اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، كل ذلك يجعل من هذه السنوات الخمس معلماً بارزاً ومفصلياً لتركيا، نتناولها بدراسات تشمل الطاقة والتصنيع العسكري والعلاقات الخارجية والوضع الداخلي والاقتصاد التركي، والتدخلات العسكرية الخارجية وتأسيس قواعد عسكرية خارج الحدود الوطنية، حيث سنرى تصاعد وتفوق الدور التركي إقليميا ودوليا خلال تلك السنوات، مع وجود تحديات تواجه تركيا في سياق مسيرتها الحالية نحو تبوأ مكانة دولية متقدمة، ونحن نتمنى أن تسهم سلسلة الدراسات هذه بإبراز الحقائق ورسم صورة شاملة لتركيا الآن مقارنة مع تركيا قبل خمس سنوات. 

شهدت صناعة الدفاع التركية تطوراً نوعياً ونمواً في الإنتاج بحلول عام 2020، وذلك مع دخول الصناعات العسكرية التركية ضمن ترسانة القوات الجوية والبحرية والبرية التركية، والتي ساهمت بزيادة القدرات الدفاعية للجيش التركي، فضلاً عن توسع صادراتها إلى العديد من دول العالم، حيث دخلت عدة شركات تركية بقائمة التنافس العالمي بالصناعات الدفاعية ذات الجودة العالية، وارتفع عدد الشركات التركية المصنفة ضمن أهم 100 شركة عالميا (في تصنيف Defense News) إلى سبع شركات مصنعة للأسلحة، واحتلت شركة Aselsan، وهي أكبر شركة دفاعية في تركيا الى المرتبة 52 عالميا وفقا ذلك التصنيف، ووصلت قيمة مبيعات الشركة إلى 2.1 مليار دولار، كما احتلت شركة TUSAŞ، المعروفة أيضا باسم صناعات الفضاء التركية (TAI) الى المرتبة 48، فضلا عن إدراج الشركات BMC،  Roketsan ، STM ، FNSS ، Havelsan في قائمة أفضل  100 شركة في نفس التصنيف. 

يكمن نجاح هذه الشركات في حيازتها للخبرات العلمية والتصنيعية في مجال أنظمة الدفاع العسكرية، بما في ذلك تقنيات التصوير والبصريات الإلكترونية، فضلاً عن منتجات أخرى تم تطويرها من خلال الأبحاث العلمية. وتحتل تركيا الآن المرتبة الرابعة عشر بين أكبر مصدر للاسلحة  الدفاعية في العالم، حيث تمثل 1٪ من إجمالي الصادرات العالمية وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

بحسب مؤسسة صناعة الدفاع (SSB)، فإن تركيا تمتلك التكنولوجيا اللازمة لتصنيع وبيع أسلحة دفاعية وهجومية متوافقة مع معايير الناتو وبسعر أرخص من منافسيها الدوليين. وقد ارتفعت صادرات الأسلحة التركية بشكل ملحوظ، وعلى وجه التحديد المركبات المدرعة والسفن والقوارب البحرية، خلال الفترة بين 2013 – 2019، ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع الصادرات في السنوات القادمة.

ووفقاً للإحصاءات التي كشفت عنها رابطة مصدري الدفاع (SSI) وجمعية المصدرين الأتراك (TIM)،  ارتفعت صادرات قطاع الدفاع التركي بنسبة 34.6٪ خلال عام 2019 مقارنة بعام 2018 .

وقد صدرت تركيا منتجاتها العسكرية إلى 164 دولة حول العالم في عام 2019، وحصلت الولايات المتحدة الأمريكية  على النصيب الأكبر من صادرات صناعة الدفاع التركية، تليها دول الإتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط. وحصل ارتفاع كبير في صادرات الأسلحة التركية عام  2019 مقارنة بعام 2015. كما ارتفعت قيمة الطلبيات التي لا تزال في طور الإنتاج (حتى تاريخ إعداد هذه الدراسة)، وأيضا زاد حجم الإنفاق المخصص لتطوير القطاع الصناعي العسكري. كما زادت مساهمة قطاع التصنيع العسكري برفد الاقتصاد التركي، ونستعرض هنا البيانات المتعلقة بحجم الموارد المالية لمبيعات السلاح  بين عامي 2015 – 2020 في الجدول رقم. 

يمكنك قراءة التقرير كاملاً هنا: كيف تغيرت تركيا خلال الـ5 سنوات الماضية في مجال الصناعات العسكرية

 

أضف تعليق