تمكنت شركة "هافيلسان" التركية للصناعات الدفاعية من الدمج بين قدرات المركبات الأرضية المسيرة، وذخائر متعددة الاستخدام لتقوم بمهام جوية أيضا، وهو تطور يعد الأول من نوعه.
وبحسب معلومات حصلت عليها الأناضول فإن الشركة التركية التي أنتجت المركبة البرية المسلحة غير المأهولة "باركان" (Barkan)، طورت قدراتها ودمجت فيها أسلحة جديدة.
الشركة التي تجري أبحاث وتطوير في مجال الروبوتات والتقنيات الرقمية منذ عام 2019، تهدف إلى تحقيق الاستقلالية والاعتماد الذاتي في صناعة المركبات العسكرية والمدنية البرية والجوية والبحرية والفضائية بتقنيات محلية.
وخلال العام الجاري، أطلقت شركة روكيستان من مركبة باركان1 صاروخا موجها من طراز "ميتي" METE، ولاحقا أطلقت ذخيرة انتحارية من مركبة باركان 2 لأول مرة.
ومع هذه التجربة أصبحت المسيرة باركان الأولى من نوعها من خلال دمج الذخيرة لتصبح مسيرة أرضية تطلق "مسيرة جوية انتحارية كاميكاز".
**دمج أنظمة
المسيرة بركان هي نظام يحتوي على قاذفتين مدعمتين بالهيدروجين (قاذفة عبارة عن نظام موجه بالليزر، وقاذفة عبارة عن ذخيرة محمولة).
القاذفتين متصلتين ببرج واحد ويمكن إطلاقهما في نفس الوقت، أثناء تنفيذ المهام والأنشطة في منطقة نصف قطرها من 2 إلى 15 كيلومترًا، فضلا عن أنظمة الاستطلاع والمراقبة، وهي من إنتاج شركة "غورباغ ديفنس"، وتشمل ذخيرة لأغراض الهجمات الانتحارية.
يعتبر إطلاق هذا النوع من الذخائر ومنصات الإطلاق المتعددة من برج واحد عبر مركبة أرضية بدون طيار، الأول من نوعه على الساحة الدولية.
يمكن أن تصل الذخيرة الانتحارية المطلقة إلى مدى 15 كيلومترًا بنظام الدفع الكهربائي، وارتفاع طيران يصل إلى 3000 متر ومدة بث 40 دقيقة.
وبذلك يمكن لمسيرة باركان التي دخلت مخزون القوات المسلحة التركية في الأشهر الأخيرة، دمج حمولات مختلفة بسرعة بفضل هيكلها المعياري.
**الاستعداد لمعركة المستقبل
مدير تطوير وإنتاج المنتجات في "هافيلسان"، فيسيل أتا أوغلو، قال للأناضول: "قمنا بتسليم المسيرات الأرضية باركان المطورة من فئة متوسطة إلى القوات المسلحة التركية ضمن نطاق المشروع الذي تنفذه رئاسة الصناعات الدفاعية".
وأضاف: "أجرينا تدريبًا ميدانيًا باستخدام المسيرة، ونتوقع أن تأتي طلبات الإنتاج الضخم في نهاية هذه التدريبات، حيث تم زيادة حجم وحركة مسيرة باركان 2، ودمجت حمولات مختلفة في المسيرة".
وأوضح أنه "مؤخرا تم دمج نظام الإطلاق الذي يمكن أن يعمل في منطقة نصف قطرها من 2 إلى 15 كيلومترًا، وأكملنا أنشطة الإطلاق والاختبار ويمكن استخدام الحمولة التي نطلق عليها الذخيرة المتداولة كسرب ويمكن دمجها مع أنظمة أخرى، ما يجعل عمل الجنود في الميدان أسهل كوحدة متميزة في القوة".
وذكر أتا أوغلو أن الشركة تجري دراسات تجريبية لتطبيقات يمكن أن تلعب دورًا أكبر، وإنها دمجت هذا النظام في المسيرة بالتعاون مع شركة "غورباغ ديفنس".
ولفت إلى أن الشركة تحاول إنشاء مفهوم ساحة المعركة للمستقبل من خلال دمج هذه الأنظمة مع نظيرتها المماثلة في مركز عمليات السرب المختلط الذي تم تطويره من خلال تقييم عدد من منتجات الشركات، مبينا أنها أتمت أنشطة التكامل.
**قدرات أقوى
المسؤول في الشركة قال عن القدرات التي تمكنها هذه الأنظمة، "في الشركة نضع مفهوم جيش أقوى، تركيا أقوى، بشكل أكبر في المئوية الجديدة ونأمل جلب هذه القدرات إلى القوى المسلحة التركية".
وأردف: "يمكن القول لأول مرة أطلقت الذخيرة المتعددة من مسيرة برية متوسطة في منصات دولية، ونواصل العمل على دمج أنواع مختلفة من الحمولات في مركبة باركان التي تتميز بهيكل معياري".
وشدد قائلا: "هدفنا الرئيسي هو استخدام قدرات برنامج الشركة بشكل أفضل على هذا النظام الأساسي، وتسليط الضوء على قدرات البرنامج، ولدينا دراسات للاستقلال الذاتي، ودراسات الطيار الآلي، نعمل على دمجها في الأنظمة غير المأهولة".
وأكد أنه "سيتم استخدام هذه الأنظمة غير المأهولة كوحدة رائدة للقوات المسلحة التركية في المستقبل، ويسعدنا أن نجلب هذه الإمكانيات للجيش التركي، وسنواصل العمل وإضافة قدرات جديدة وهدفنا هو ترك البصمة من خلال منتجاتنا المتميزة فيما نسميه في ساحة معركة المستقبل".
**زيادة الردع
وحول دمج الإمكانيات في المسيرة، أفاد: "نهدف إلى زيادة الردع من خلال الاستفادة من القدرات المتوفرة في مفهوم السرب المختلط، حيث عكسنا مفهوم استخدام جميع الأنظمة كسرب، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر، ميدانيا".
وزاد: "الهدف التالي هو ضمان إمكانية إطلاق 8-10 ذخائر بنفس الوقت، لتصبح سربًا في الهواء وتكون قادرة على العمل في نفس الوقت مع المسيرات الأخرى".
وتابع: "تمكنا من دمج أسلحة أثقل في باركان 2 لأنها باتت أوسع قليلاً وأكبر وزادت حركتها، هدفنا الرئيسي هو قدرتها الذاتية المستقلة".
وختم بالقول إن مسيرة باركان2 يمكنها تنفيذ المهمة المعطاة في الميدان دون أي مستخدم أو موجه لها، أي أنها توفر القدرة الذاتية للحركة.
المصدر: وكالة الأناضول للأنباء