تعرّف على الغواصات الروسية التي تستطيع أن تهاجم مدن دون الحاجة لمغادرة الميناء

أصبح يمكن للغواصات الروسية في الوقت الراهن إطلاق صواريخ كروز بينما تبقى راسية في الميناء، وبالتالي، يمكن للغواصات الروسية إطلاق صواريخها وشن هجماتها المدمرة بسرعة أكبر، دون الحاجة إلى الإبحار في المياه المفتوحة.

 

وهذا يعتبر أمراً خطيراً للغاية لأن الغواصات التي تغادر الميناء فجأة تعتبر علامة تحذير بحدوث أعمال عدائية وشيكة، في حين أن القدرة على إطلاق الصواريخ أثناء البقاء في الميناء يجعل تنفيذ الهجمات المفاجئة أسهل وأكثر فعالية و يقلل من قدرة الردع والدفاع.

بالإضافة إلى ذلك، روجت وسائل الإعلام الروسية للقدرة على إطلاق الصواريخ من الغواصات أثناء بقائها في الميناء باعتباره دليلا آخر على قوة الغواصات الهجومية النووية الجديدة من فئة ياسين مثل غواصات Severodvinsk التي يصل وزنها إلى 14000 طن، وهي ذات تصميم أكثر تعقيدا بكثير من غواصات الحرب الباردة الروسية، حيث أن الغواصات السبع العاملة أو المخطط لنشرها عما قريب من هذه الفئة مسلحة بصواريخ كاليبر وصواريخ أونيكس المضادة للسفن وطوربيدات بعيدة المدى.

وبحسب صحيفة "إزفيستيا" الروسية، فقد أطلقت الغواصة Severodvinsk، وهي جزء من الأسطول الشمالي للبحرية الروسية، صاروخ كاليبر أثناء وجودها في الميناء.

وفي السابق، كان تنفيذ عملية إطلاق صاروخي من خلال غواصة راسية في الميناء أمراً مستحيلاً، وذلك نظراً لأن عدداً من الوحدات والأنظمة في هذا الموضع لا تعمل.

وأظهر التصوير المكتمل لعملية الإطلاق الصاروخي الأخيرة أن هذه المشكلة الفنية قد تم حلها الآن.

كما وقالت الصحيفة أن بحارة الأسطول الشمالي نفذوا عملية إطلاق صواريخ كروز من نوع كاليبر بنجاح دون مغادرة الميناء أو الإبحار في المياه المفتوحة، مما يؤكد على أن الغواصة قادرة على تنفيذ جميع المهام القتالية المنوطة بها بفعالية عالية من الميناء مباشرة، كما وسيتم تضمين مثل هذه التدريبات في برنامج التدريب القتالي الإجباري لجميع أطقم الغواصات التي تحمل صواريخ كروز على متنها.

وبدوره صرح إيغور كوردان، رئيس نادي سان بطرسبرج للغواصات، في مقابلة مع صحيفة إزفيستيا، بأن غواصات الصواريخ الباليستية الروسية في الحرب الباردة تم تدريبها بالفعل على إطلاق النار أثناء وجودها في الميناء.

مضيفاً: "إن إمكانية إطلاق صواريخ كروز مباشرة من الرصيف البحري يزيد بشكل كبير من الفعالية القتالية للغواصات. فقد لا يتوفر دائما وقت كافي للأسطول للانتشار، وهو أمر ضروري للسفن للابتعاد عن الرصيف البحري والمضي قدماً إلى منطقة الهجوم المخطط لها مسبقا . كما و يجب أن يكون الغواصات قادرين على استخدام سلاحهم الرئيسي في الميناء مباشرة ، دون الحاجة إلى مغادرته إذا ما توجب عليهم ذلك".

ومن المثير للاهتمام، أن كوردان قال لصحيفة إزفيستيا أن الصواريخ التي تطلق من الميناء يمكن استخدامها من قبل الغواصات العاملة من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس بسوريا، وأن مثل هذه القدرات ستكون مطلوبة بشكل خاص في المناطق الساخنة حول الكوكب. وعلى وجه الخصوص، يجب أن تكون الغواصات الموجودة في القاعدة العسكرية اللوجستية في مدينة طرطوس السورية قادرة على دعم القوات البرية بالنيران في أي وقت".

وتجدر الإشارة إلى أن صاروخ كاليبر ذو القدرة النووية الذي أطلقته غواصة Severodvinsk هو صاروخ كروز يفوق سرعة الصوت ومخصص للهجوم الأرضي وتابع للبحرية الروسية، ويقدر مداه بحوالي 1000 إلى 1500 ميل، في حين أن صاروخ Kalibr-M القادم سيبلغ مداه 3000 ميل تقريباً.

المصدر: النهضة نيوز

أضف تعليق