هل تكون لاتفيا ثاني دولة في الناتو تطير بها 'بيرقدار' ؟

مع زيارة وزير الدفاع اللاتفي لتركيا، تظهر إشارات قوية تفيد بان لاتفيا قد تكون ثاني دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو تحصل على مسيَّرات تركية مسلحة، بل لن يقف الأمر عند ذلك، إذ تفيد الإشارات بأن التعاون سيكون أوسع من ذلك.

يتزايد الاهتمام العالمي والأوروبي مؤخراً بثمار ما تنتجه الصناعات الدفاعية التركية، وفي الأيام القليلة الماضية، انضمّت دولة لاتفيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى قائمة هذه الدول.

وتسعى هذه الدول، ليس فقط لشراء وحيازة هذه المنتجات، بل تطمح إلى الاستفادة من التجربة التركية القيمة التي مكّنَت تركيا خلال فترة زمنية قصيرة من قفزات ملحوظة في تكنولوجيا الصناعات الدفاعية، خصوصاً بعد النقلة النوعية التي حقّقَتها تركيا بالانتقال من بلد مستورد للأسلحة والتقنيات العسكرية إلى بلد مكتفٍ ذاتياً ومن ثم مصدّراً لهذه التقنيات.

وتأمل أنقرة في استخدام هذه النجاحات في نطاق سعيها لتصبح المصدّر الأول للطائرات المسيَّرة، المسلحة منها "SİHA" وغير المسلحة "İHA"، ففي وقت قياسي نجحت تركيا في أن تصبح رابع أكبر منتج للطائرات المسيَّرة في العالم منذ أن دعم أردوغان وحكومته الإنتاج المحلي، بهدف تقليل الاعتماد على الأسلحة الغربية.

وعلى غرار المسيَّرات وأنظمة أسلحتها، نجحت تركيا في سبر عوالم الصناعات الدفاعية في المجالات الأخرى كافة، البرّية والبحرية، ونجحت أيضاً في أن تكون مركز جذب استراتيجي لتدريب وتعليم القوات العسكرية من البلدان الأخرى، بسب امتلاك قواتها العسكرية خبرات كبيرة في الحروب التقليدية والحرب على الإرهاب، الأمر الذي يدفع دول المنطقة إلى إرسال وفود عسكرية من أجل التعلم والتدرب على المهارات العسكرية التركية.

تفيد إشارات قوية قادمة من لاتفيا إلى أنها قد تكون ثاني دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو تحصل على مسيَّرات تركية مسلحة، بعد توقيع بولندا عقد شراء 24 مسيّرة من طراز "بيرقدار تي بي 2" التركية الشهر الماضي، وعززت تغريدة وزير الخارجية التركية مولود جاووش أوغلو هذه الآفاق، إذ كتب "سنعمل على تطوير تعاوننا مع لاتفيا، حليفنا الثاني في الناتو الذي يُظهِر اهتماماً بتكنولوجيا طائراتنا المسيَّرة".

ووصل وفد من لاتفيا برئاسة نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع أرتيس بابريكس يوم الاثنين إلى تركيا لمناقشة مزيد من التعاون في مجال الدفاع وتطوير الصناعة العسكرية، وزار الوفد منشآت البحث والتطوير وأقسام الإنتاج الخاصة بقطب صناعة الطائرات المسيَّرة، شركة بايكار التركية، في العاصمة أنقرة.

وقال بابريكس رداً على تغريدة شركة بايكار تضمنت صورة لمسؤولين يقفون أمام مسيّرة "بيرقدار تي بي 2": "الصناعة التركية لديها أعلى المعايير العالمية في البحث والتطوير، ونحن نقدّر ذلك كثيراً بصفتنا حليفاً في الناتو". ورداً على تغريدة تساءلت عن الزمان الذي يُتوقع أن تحلّق فيه مسيّرة بيرقدار في أجواء لاتفيا، كتب بابريكس: "أتمنى أن يكون ذلك قريباً".

وشدّد بابريكس على أن الطائرات المسيّرة هي النقطة "التي نوليها اهتماماً حالياً، وسنواصل الاهتمام بها كثيراً"، وأشار إلى أن "أنظمة الطائرات المسيّرة تخلق عديداً من الخيارات الإضافية للاتفيا، وتسمح لنا حقاً بزيادة قدراتنا القتالية".

وشهدت السنوات الخمس الماضية إطلاق نحو 350 مشروعاً جديداً في الصناعات الدفاعية، ونتاجاً لهذه الجهود دخلت 7 شركات دفاعية تركية قائمة أفضل 100 شركة صناعة دفاعية في العالم، حسب المجلة الأمريكية Defense News Top 100 عام 2020.

المسيّرات التركية تلفت الأنظار

في الوقت الذي بدأت فيه الصناعات الدفاعية التركية تؤتي أُكُلها، من خلال لعبها دوراً بارزاً في تعزيز مكانة تركيا العسكرية، خصوصاً بعد ما حقّقَته من نجاحات باهرة في الصراعات العسكرية التي خاضتها تركيا في الساحات الدولية والإقليمية، كشفت وسائل إعلام عالمية وأوروبية في تقارير عدة سابقة عن النمو الكبير الذي تحققه تركيا في ميدان الطائرات الحربية بلا طيار، مشيرة إلى النجاح الذي حققته في مناطق عدة مثل سوريا وليبيا وقره باغ بأذربيجان.

وبعد شراء أوكرانيا مسيّرات بيرقدار المسلحة عام 2019، وإبرامها اتفاقيات للإنتاج المشترك للمسيرة التي فرضت نفسها على جيوش المنطقة، وقّعَت بولندا الشهر الماضي صفقة لشراء 24 طائرة مسيّرة من طراز "بيرقدار تي بي 2"، وهي المرة الأولى التي تحصل فيها دولة عضو في الناتو أو الاتحاد الأوروبي على طائرات مسيّرة من تركيا، وإضافة إلى بولندا صُدّرت المسيّرات التركية إلى كل من أذربيجان وقطر وأوكرانيا وتونس وليبيا.

وحسب ما تناقلته وسائل إعلامية تركية وعالمية، فإن دولاً أوروبية بما فيها المجر وصربيا وألبانيا وبيلاروسيا والمملكة المتحدة وبلغاريا وجمهورية التشيك من بين العملاء المحتملين للطائرات المسيّرة، فضلاً عن نية المملكة العربية السعودية شراء طرازات من المسيّرات التركية، وذلك حسب التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي سابقاً.

وتجدر الإشارة إلى أنه قد سُلّمت طائرات مسيّرة لأول مرة للقوات المسلحة التركية عام 2014، وبعد ذلك بعام واحد رُقّيَت هذه المسيّرات وسُلّحت، وحالياً تخدم طرازات متنوعة من المسيّرات التي تنتجها تركيا بمساهمة محلية تصل إلى نسبة 93% ضمن أجهزة القيادة العامة لقوات الدرك والمديرية العامة لقوات الأمن وجهاز المخابرات الوطني.

المركبات العسكرية على لائحة طلبات لاتفيا

بعد زيارة وفد لاتفيا لشركة بايكار للصناعات الدفاعية، زار وزير دفاع لاتفيا أرتيس بابريكس شركة أوتوكار للصناعات الدفاعية، المختصة بصناعة المركبات العسكرية المدرعة والدبابات القتالية بأنواعها، بالإضافة إلى رؤوس وأبراج القاذفات، وعقب الاجتماع كتب بابريكس على حسابه على موقع تويتر: "لقاء رائع مع شركة أوتوكار الشهيرة في تركيا، نتطلع إلى اختبار البضائع العسكرية التركية على الأراضي اللاتفية".

وإلى جانب اهتمامها بالمنتجات العسكرية التركية، الجوية والبرية، تُبدي لاتفيا اهتماماً خاصاً بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الحليفين في الناتو، من خلال التعاون المشترك في مجالات الأمن والدفاع، وفي مقدمتها التدريب العسكري، بالإضافة إلى التعاون في الصناعات الدفاعية.

وخلال اللقاء الذي جمع وزيرَي دفاع البلدين في العاصمة التركية أنقرة الاثنين، أكد بابريكس أن بلاده تُولِي التعاون مع أنقرة اهتماماً، قائلاً: "لأننا ندرك أن تركيا خطت خطوات مهمة جداً في مجال الصناعات الدفاعية"، وأفاد بأنه اتخذ قراراً بإقامة ملحقية عسكرية في أنقرة، الأمر الذي من شأنه المساهمة في تعزيز التعاون بين البلدين، فضلاً عن النهوض بالصناعة العسكرية في لاتفيا.

المصدر: تي أر تي عربي

أضف تعليق