وزير خارجية بنغلاديش يشيد بجودة الصناعات الدفاعية التركية

أشاد وزير خارجية بنغلاديش أبو الكلام عبد المؤمن بالصناعات الدفاعية التركية، وقال أن تركيا خيار جيد لبلاده في استيراد معداتها العسكرية، وبإمكانها مساعدة بنغلاديش في قطاع الدفاع.

وفي مقابلة مع الأناضول أجاب عبد المؤمن على عدة أسئلة حول بعض القضايا المهمة مثل الهجرة إلى أوروبا واستيراد المعدات العسكرية من تركيا والتجارة معها ومساعداتها للاجئي الروهنغيا.

وفي إشارة إلى زيارة السيدة أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي إلى مخيمات لاجئي الروهنغيا في كوكس بازار عام 2017 شكر عبد المؤمن تركيا على استجابتها السريعة لحل أزمة اللاجئين.

سؤال: لماذا يخاطر الكثير من مواطني بنغلاديش بالهجرة غير الشرعية إلى أوروبا؟

عبد المؤمن: في البداية أود أن أشكر وكالة الأناضول على اهتمامها بهذا الأمر، ولا شك أن أوروبا تُعد وجهة جذابة للهجرة بالنسبة لمهاجري عدة دول في جنوب آسيا وليس مهاجري بنغلاديش فحسب.

ومن المؤكد أن الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل الهجرة إلى أوروبا يضعون عائلاتهم في دائرة من الآلام والأزمات النفسية والمادية. ولكن الشيء الأهم في هذا الأمر هو أنه يشوه صورة بنغلاديش في الخارج.

استطاعت بنغلاديش بقيادة رئيسة الوزراء شيخة حسينة رفع الوضع الاقتصاد للبلاد والخروج من قائمة مجموعة الدول الأقل نماءً. وأظهرت الدولة أداء جيداً في التطورات الاقتصادية والاجتماعية. إذ تظهر المؤشرات الأخيرة أن بنغلاديش أصبحت في وضع أفضل من العديد من البلاد الأخرى في المنطقة.

لذا ليس هناك سبب لمخاطرة هؤلاء المهاجرين بالتسلل إلى إيطاليا أو الدول الأوروبية الأخرى باستخدام طرق شديدة الخطورة عبر البحر، أو الوصول إلى سلوفينيا والبوسنة والهرسك ودول شرق أوروبا الأخرى برًا ثم إلى إيطاليا وغيرها من دول غرب أوروبا.

سؤال: تشير البيانات والتقارير الأخيرة أن السلطات الليبية والتونسية أنقذت في الشهر الماضي أكثر من 500 مهاجر بنغالي أثناء محاولاتهم القيام بهجرة غير شرعية إلى أوروبا وخاصة إيطاليا، فلم لا يمكن السيطرة على هذا الأمر؟

عبد المؤمن: إنه سؤال صعب للغاية، ولكن لا بد من قراءة أفكار مثل هؤلاء الناس، وأن يتم تحليل أوضاعهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية عند عودتهم إلى بنغلاديش.

وهناك العديد من مدارس وآليات تطوير المهارات مثل مكتب العمل والتوظيف والتدريب التابع لوزارة رعاية المهاجرين والتوظيف بالخارج، حيث يتم تدريب المواطنين للتوظيف بالخارج.

ويهاجر الكثيرون حاليًا إلى المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى دولتين أو ثلاث دول أخرى، وهو ما يعني أن من يطمحون إلى الهجرة لديهم الفرصة للقيام بذلك بالطرق القانونية. وقد يكون هناك بعض التأخير أو الصعوبات في القيام بهذا إلا أن حكومة بنغلاديش تلتزم بتشجيع الهجرة من خلال قنواتها المشروعة.

لكن رغم معرفة معظم المهاجرين ممن يحاولون الوصول إلى أوروبا أنه قد يتم القبض عليهم في البلدان التي يهاجرون إليها أو يواجهون مخاطر تهدد حياتهم، فإنهم يفضلون تحمل كل هذه المخاطر بعد خداعهم من قبل وسطاء أو مهربي البشر.

وفي حقيقة الأمر فإن حكومة بنغلاديش لا تتساهل مع الهجرة غير الشرعية، ولكن إصلاح هذا يعتمد على تناول الأسباب الجذرية المسببة للهجرة.

وأحياناً يتم خداع الراغبين في الهجرة وبعد أن يدفعوا مبالع كبيرة للوسطاء الذين يقومون بتهريبهم للخارج يتعرضون أحياناً للاختطاف والاحتجاز من قبل جماعات أخرى تبتز عائلاتهم للحصول منهم على مزيد من الأموال.

سؤال: هل يتعرض المهاجرون للتعذيب من قبل المهربين؟

عبد المؤمن: نعم يحدث هذا لترهيبهم وللحصول على المزيد من المال منهم.

وجدير بالذكر أن معظم المواطنين من المزارعين والعمال وغيرهم يعملون لدعم البلاد إلا أن بعض الأشخاص غير المسؤولين يسلكون هذه الطرق التي تضر بصورة بنغلاديش وتعمل على تشويهها في الخارج.

سؤال: لا يزال الكثير من المواطنين يفضلون الهجرة بالطرق الخطرة عبر البحر. هل ترون أن هؤلاء غير راضين عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد؟

عبد المؤمن: لا اعتقد أن هناك وضع سيء للغاية في البلاد يجبرهم على الهجرة للخارج إلا أن بعض المواطنين يسمعون عن النجاحات التي حققها بعض الذين هاجروا إلى أوروبا أو الشرق الأوسط، فيعتقدون أنهم يمكنهم تحقيق مكاسب مشابهة إذا هاجروا.

لكنهم لا يدركون أن الوضع قد تغير في أوروبا على مدار سنوات وأصبحت الدول الأوروبية تهتم أكثر بتوفير فرص عمل لمواطنيها. حتى أن دول الشرق الأوسط التي تعاني من قلة في الموارد البشرية في بعض القطاعات بدأت تتخذ خطوات كثيرة لتوفير فرص عمل أكثر لمواطنيها وتقليل العمالة الأجنبية.

العلاقات التجارية مع تركيا

سؤال: ترغب تركيا في رفع حجم تجارتها مع بنغلاديش من مليار دولار إلى ملياري دولار في أسرع وقت. ماذا تقولون بهذا الخصوص؟

عبد المؤمن: العلاقات التجارية الحالية بين تركيا وبنغلاديش تسير على نحو جيد للغاية. والسبب في ذلك ليس فقط الدعم السياسي والمادي الذي تقدمه تركيا لمسلمي الروهنغيا.

فالزيارات رفيعة المستوى التي تمت خلال الفترة الأخيرة كانت مهمة جداً، حيث زار وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو بنغلاديش خلال فترة انتشار كورونا ونحن قمنا بزيارة تركيا لافتتاح المقر الجديد لسفارتنا في أنقرة.

واهتمام تركيا بالمشاركة في المشاريع التنموية الكبرى في بنغلاديش يزداد يوماً بعد يوم. الشركات التركية متميزة في قطاع الإنشاءات وتركيا تخطط للاستثمار في قطاع الصحة في بنغلاديش و إنشاء مستشفى ضخم.

التعاون في مجال الدفاع

سؤال: لماذا تفضل بنغلاديش تركيا لاستيراد المعدات العسكرية؟

عبد المؤمن: المعدات العسكرية التركية تتمتع بجودة عالية وأسعارها مناسبة ولذلك نفضل استيرادها من تركيا. وستستفيد قواتنا البرية والبحرية والجوية من المعدات العسكرية التي تنتجها تركيا، العضو المهم بحلف الناتو.

لقد استوردنا منذ فترة قريبة مجموعة من المعدات العسكرية التركية وسنواصل ذلك في المستقبل.

سؤال: أجرى قائدا القوات البحرية والجوية في بنغلاديش زيارة لتركيا منذ فترة قصيرة والتقيا بنظرائهما الأتراك وبحثا مواضيع التعاون في قطاع الدفاع. هل ترون أن تركيا يمكنها العمل مع بنغلاديش في هذا المجال؟

عبد المؤمن: بالطبع. بنغلاديش تنمو بسرعة وتزيد من قدرتها على الاستثمار في قطاع الدفاع.

وهناك العديد من الدول الأوروبية أبدت اهتماماً بتصدير منتجاتها العسكرية لبنغلاديش. ونحن ندرس العروض التي تتيح إمكانيات نقل التكنولوجيا وتحديث المنتجات فيما بعد البيع. وأرى أن فرص تركيا في هذا المجال كبيرة جداً.

المصدر: وكالة الأناضول

أضف تعليق