البنتاغون يتجه إلى ربط أنظمته القتالية عبر الفضاء

تتوسع وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" في تجربة ناقل بيانات تكتيكي، يُستخدم على نطاق واسع في الفضاء، لكنه يحتاج إلى موافقة إدارة أخرى في الحكومة الفيدرالية، لتجربته داخل الولايات المتحدة.

وفي 3 عروض توضيحية مختلفة، أجريت في الفترة من 21 إلى 27 نوفمبر، استخدمت وكالة تطوير الفضاء ناقل البيانات لينك 16 (Link 16) لنقل البيانات من أجهزة لاسلكية أرضية إلى الأقمار الاصطناعية.

وأفاد مسؤولون بالوكالة في بيان صدر، الثلاثاء، بأن الأقمار الاصطناعية كانت في مدار أرضي منخفض، لكن أجهزة الراديو اللاسلكية كانت "داخل أراضي إحدى الدول الحليفة في منظمة العيون الخمسة Five Eyes"، وهي منظمة استخباراتية لتبادل المعلومات بين 5 دول تضم الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلاندا.

وأوضح تقرير لموقع "ديفينس ون"، أن السبب في ذلك يرجع إلى أن إدارة الطيران الفيدرالية رفضت إجراء اختبارات داخل الأراضي الأميركية، بسبب مخاوف من أن تتداخل إشارات المعدات القياسية الخاصة بالولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مع إشارات الطائرات المدنية.

وينقل (لينك 16) الصور التكتيكية ومختلف أنواع الاتصالات. وكانت العروض التوضيحية جزءاً من جهود وكالة تطوير الفضاء SDA للربط بين (لينك 16) و"بنية الفضاء القتالية المنتشرة" PWSA، وهي عبارة عن كوكبة من الأقمار الاصطناعية التي تدور في المدار الأرضي المنخفض، والتي ستكون بمثابة "العمود الفقري الفضائي" للجيش الأميركي.

*منع التجارب

وبسبب منع التجارب في أراضي الولايات المتحدة، أعلنت وكالة تطوير الفضاء، أنها تنسق مع الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات، للحصول على موافقتها لنقل التجارب إلى إحدى دول تحالف العيون الخمس، وفي المياه الدولية لتوافق معايير مهمة PWSA".

وقد يوفر العرض التوضيحي الناجح لوكالة تطوير الفضاء، المزيد من الأدلة التي يمكن استخدامها للحصول على موافقة إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) لاختبار (لينك 16) على الأراضي الأميركية.

وأوضحت الوكالة في بيان أن "اختبار لينك 16 من الفضاء، مع شريك دولي أولاً ثم فوق المياه الدولية، يمثل موقفاً وسطاً".

ومع ذلك، لا تزال الوكالة في حاجة إلى اختباره فوق المجال الجوي الأميركي لإثبات فاعلية بنية الفضاء القتالية المنتشرة PWSA، وقدرتها على توصيل معلومات التحكم في إطلاق النيران إلى المقاتلين عبر شبكات البيانات التكتيكية الموجودة.

وأجريت العروض الأخيرة، بقيادة سرب الاختبار رقم 46 التابع للقوات الجوية الأميركية، على 3 أقمار اصطناعية أنشأتها شركة York Space Systems، لصالح لنظام "ترانش زيرو" التابع لـ"بنية الفضاء القتالية المنتشرة" PWSA.

و"ترانش زيرو" هو جزء من مجموعة مكونة من 28 قمراً اصطناعياً، تم إطلاقها خصيصاً لاختبار مفاهيم جديدة في الفضاء، ما يمهد الطريق للمرحلتين 1 و2، اللتين ستبدآن في توفير قدراتها التشغيلية للجنود في أواخر عام 2024.

وأوضح مدير وكالة تطوير الفضاء ديريك تورنير، في مؤتمر صحافي، أهمية هذا "الإنجاز التقني" الذي يظهر فائدة "بنية الفضاء القتالية المنتشرة"، وتوفيرها القدرات الفضائية للمقاتلات الحربية، عبر روابط البيانات التكتيكية الحالية.

وأضاف أن "هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها بث (لينك 16) من الفضاء، لكنها بداية تحول أفضل قوة قتالية في العالم إلى قوة مشتركة على اتصال ببعضها خارج المدى البصري".

وقال بيان وكالة تطوير الفضاء إن هذا يقرب البنتاجون خطوة أخرى نحو ربط النظم العسكرية جواً وبراً وبحراً وفضاءً.

وتابع البيان أن "بنية الفضاء القتالية المنتشرة" PWSA هي العمود الفقري للاستراتيجية المشتركة للقيادة والسيطرة على كل المجالات، المعروف اختصاراً بـJADC2 في الفضاء.

وأضاف أن PWSA ستساعد على إرسال البيانات التكتيكية، ومنها ما هو خارج المدى البصري، باستخدام أجهزة اللاسلكية (لينك 16) الموجود على متن المركبات الفضائية.

المصدر: الشرق للأخبار

أضف تعليق