منها الصواريخ الفرط صوتية والمسيّرات.. دول العالم في ذروة تسابقها على تطوير الأسلحة الحديثة

أسلحة جديدة ستغير مسار الحروب تتسابق على إنتاجها الصين وروسيا والولايات المتحدة، وكان صاروخ الكورنيت الروسي قد ألحق الأذى الشديد بالمدرعات، وأثر على دورها في الحروب، كما كان للصواريخ المضادة للطائرات دور كبير في الحد من تأثيرها في حسم المعارك.

ومؤخرا دخلت الطائرات المسيرة بأدوارها الكثيرة، سواء في الاستطلاع أو شن هجمات على مسافات بعيدة، وتتعدد تصاميمها وقدراتها، بما جعلها رقما صعبا في الحروب الجديدة، خاصة أنه أصبح بالإمكان إنتاجها في مصانع صغيرة، ولا يحتاج معظمها إلى مدارج مطارات طويلة للإقلاع والهبوط، فيمكن إطلاقها من أي مكان وبطرق مختلفة.

كما أصبحت الصواريخ البالستية من أهم أسلحة الردع، بعد أن امتلكتها الكثير من الدول، وزاد مداها لتصبح قادرة على إصابة أهداف على بعد آلاف الكيلومترات وبدقة كبيرة، بعد أن كان مداها محدودا، وتفتقر إلى الدقة، وأصبح بعضها مجنحا، قادر على تغيير مساراته بالتحكم عن بعد، متجنبا إصابته السهلة عن طريق تحديد مساره الذي لم يكن من السهل تغييره قبل تزويده بالأجنحة.

التاريخ يؤكد أن الأسلحة غيرت مسارات الحروب والتاريخ وأسقطت إمبراطوريات لتظهر أخرى، وارتبط تاريخ الإنسان بتاريخ الأسلحة، التي بدأت بالحجارة، ثم السكاكين الحجرية، بعدها تمكن الإنسان الأول من صنع الرماح عبر ربط الحجر المدبب في غصن عصاة طويلة صنعها من غصن الأشجار، ثم اكتشف الإنسان المعادن فغيرت مسار المعارك.

وكان لاكتشاف القوس دور مؤثر في الحروب حتى اكتشاف البارود، الذي كان ثورة جديدة في مجال الأسلحة، ومنها تطورت المدفعية والبندقية، وظهر مدفع بومهارت فون شتاير في القرن الخامس عشر في النمسا، ومدفع القيصر في روسيا عام 1586، والهاون الوحش المورتار في فرنسا عام 1832.

ثم ظهرت الدبابة مارك الأول التي جرى تطويرها عدة مرات أثناء الحرب العالمية الأولى لتفتح باب عصر المدرعات، كما ظهرت الطائرات الحربية في نفس الفترة، وظهرت الغواصات في الحرب العالمية الثانية، وكادت تحسم الحرب لصالح ألمانيا لولا اكتشاف أشعة السونار القادرة على كشف مكانها وتحركها.

كما كان لإلقاء الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على هيروشيما ونجازاكي وقع الصاعقة على العالم. وكانت البندقية الآلية سريعة الطلقات من طراز كلاشنكوف تأثيرا كبيرا، وأصبحت البندقية الأكثر استخداما في العالم.

ونحن الآن على أعتاب ثورة جديدة في صناعة الأسلحة، فالصين أطلقت صاروخا فرط صوتي، تفوق سرعته سرعة الصوت خمس مرات في أغسطس الماضي، وفاجأ المخابرات الأمريكية، وهو صاروخ لا يمكن إسقاطه، ليس لسرعته الرهيبة فقط بل لقدرته على تغيير مساراته أيضا.

ولم يكن غريبا أن يصف الرئيس الروسي يوم إطلاق مجموعة من الصواريخ فرط الصوتية من طراز تسيركون بنجاح بأنه يوم عظيم في تاريخ روسيا، وفي المقابل فشلت ثلاث محاولات أمريكية في إطلاق صاروخ فرط صوتي، ويرى الخبراء أن الصين وروسيا سبقتا الولايات المتحدة في إنتاج هذه الصواريخ بمدة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات، لكن الصين أجرت تجارب أيضا على نوع جديد من الأسلحة الكهرومغناطيسية، القادرة على إحداث شلل في أي معدات الكترونية، وهو سلاح نوعي ليس له مثيل.

كما انزعجت الولايات المتحدة من إطلاق روسيا لصاروخ من الأرض أصاب قمرا صناعيا، وإصابة الأقمار الصناعية للخصم تشل الكثير جدا من قدراته في الاتصالات وغيرها من المجالات الحيوية، وتمكنت الولايات المتحدة من تجربة مدفع ليزر قرب بحر العرب، وقالت إنه أصاب طائرة مسيرة وقارب مفخخ، وإذا أضفنا الحروب السيبرانية سريعة التطور والتعقيد، واستخدام الذكاء الصناعي في الحروب نكون على أبواب ثورة جديدة في الأسلحة ستغير موازين القوى، وسيكون لها تأثيرها الحاسم في الصراعات الدائرة.

المصدر: مصطفى السعيد/الأهرام

أضف تعليق