وجيهي هركوش.. أول طيار تركي يسقِط طائرة روسية قبل أكثر من 100 عام

يمثل الطيار التركي وجيهي هركوش مصدر إلهام كبير لصناعة الطائرات المسيرة في تركيا وقطاع الطيران بشكل عام، لكونه أول تركي صنع طائرة وحلق بها وحصل على شهادة دولية بترخيصها.

يصادف اليوم الذكرى الـ52 لوفاة وجيهي هركوش أول طيار تركي أسقط طائرة روسية عام 1917، والذي يعتبر مهندس مشروع الطيران التركي ومصدر إلهام لمصنعي الطائرات المسيرة التركية.

وكتب هركوش اسمه من أحرف من ذهب في التاريخ التركي، بعد أن أتم تعليمه في مدرسة يشيل كوي لتعليم الطيران عام 1916، وبعد عام واحد استطاع إسقاط طائرة روسية على جبهة القوقاز، ولكنه وقع أسيراً بعد فترة وجيزة.

وجلبه الروس إلى جزيرة في بحر قزوين بعد أسره، إلا أن فترة سجنه لم تستمر طويلاً بعد أن استطاع الهرب من الجزيرة نحو السواحل الإيرانية سباحة، ومنها انتقل نحو الموصل مشياً على الأقدام لمدة شهرين ونصف الشهر، بحسب رئيس جمعية "وجيهي هركوش" بهدر غورار.

صناعة أول طائرة

وبعد حرب الاستقلال التركية استطاع هركوش صناعة أول طائرة، معتمداً على ما بقي من قطع طائرات يونانية بعد تحرير مدينة إزمير.

وأطلق هركوش على طائرته اسم K-VI، إلا أنه لم يستطع الحصول على إذن رسمي بدخولها مرحلة التحليق بسبب عدم وجود اهتمام حكومي في ذلك الوقت بمجال الطيران، فبقيت الطائرة في أحد الميادين بمدينة إزمير.

ويصف غورار حال هركوش في ذلك الوقت بقوله: "كان يذهب كل يوم عند الطائرة مثل والد فقد الأمل بشفاء ابنه وأصبح مصيره محتوماً بالموت".

إلا أن هركوش لم يستطع الانتظار أكثر وفي 28 يناير/كانون الثاني عام 1925 قرر التحليق بطائرته لأول مرة من دون إذن رسمي لمدة 25 دقيقة.

ومن ثم تم إرسال الطائرة التي صنعها هركوش إلى براغ واستمرت الاختبارات للطائرة مدة شهر قبل أن يحصل هركوش على شهادة دولية للطائرة، ما مكنه من العودة إلى تركيا محلقاً بطائرته بعد أن ذهب بها باستخدام القطار. لتكون الطائرة التركية الأولى والأخيرة التي تحلق في أوروبا في ذلك الحين.

وساهم هركوش في تدريب الطيارين الأتراك على مدار سنوات عمله، وحصل على وسام الاستقلال وثلاث شهادات تقدير من البرلمان. قبل أن يتوفى في 16 من يوليو/تموز عام 1969، بمدينة إسطنبول.

المصدر: تي أر تي عربي

أضف تعليق