تايوان تنجح في اختبار أول مسيرة محلية الصنع ذات قدرات هجومية

أجرت تايوان اختباراً لأول طائرة استطلاع مسيرة محلية الصنع قادرة على التحليق لفترات طويلة بنجاح، استكمالاً لجهودها نحو زيادة إنتاج الطائرات المسيرة والصواريخ محلية الصنع، بحسب ما ذكر موقع Eurasian Times المتخصص في الشؤون العسكرية.

وقال الموقع، إن الطائرة Teng Yun 2 التايوانية، أجرت بنجاح رحلة مدتها 20 ساعة، لتثبت نفسها كطائرة مراقبة واستطلاع متقدمة ذات قدرات هجومية.

ويأتي الاختبار في وقت تواجه فيه تايوان ضغوطاً عسكرية غير مسبوقة من جانب جيش التحرير الشعبي الصيني، منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، نانسي بيلوسي، إلى الجزيرة في أغسطس عام 2022، ما حدا ببكين لإجراء مناورات عسكرية هي الأولى من نوعها حول الجزيرة بالذخيرة الحية.

وأطلق الجيش الصيني خلال المناورات صواريخ فوق المجال الجوي للجزيرة، وأصبح يخترق منطقة تحديد الدفاع الجوي لتايوان بشكل متكرر منذ ذلك الوقت.

وعلى الرغم من أن الصين تتفوق على تايوان عسكرياً بشكل ساحق، يُعتقد أن تايبيه أيضاً لديها القدرة على صد وإبطاء أي هجوم صيني محتمل، على الأقل لحين وصول تعزيزات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقد يلعب نظام الإنذار المبكر الذي تدعمه طائرات الاستطلاع الاستراتيجية المسيرة، دوراً في تجنب العديد من المفاجآت بما في ذلك أي تحركات بحرية أو تعبئة من جانب الجيش الصيني.

إنجاز كبير
وذكرت تقارير محلية في تايوان أن الطائرة المسيرة Teng Yun 2 يمكنها التحليق على ارتفاعات متوسطة، فضلاً عن قدرتها على البقاء في الجو لفترات طويلة، ما يسمح لها بمراقبة مضيق تايوان لمدة تصل إلى يوم كامل في الرحلة الواحدة.

وجرى تطوير هذه الطائرة بواسطة معهد "تشونج شان" الوطني للعلوم والتكنولوجيا في تايوان، وصُممت لأداء مهام الاستطلاع والمراقبة إلى جانب قدرتها على أداء مهام هجومية.

وتشبه الطائرة Teng Yun 2 التايوانية، إلى حد كبير نظيرتها الأميركية MQ-1 Predator، ويُعتقد أن مداها يصل إلى ألف كيلومتر، وقادرة على التحليق المتصل من 20 إلى 24 ساعة، وعلى ارتفاع يصل إلى 25 ألف قدم.

ووفقاً للموقع، فإن الطائرة مزودة بأنظمة مراقبة إلكترونية متقدمة تميزها عن الطائرة Teng Yun 1، كما بإمكانها حمل صاروخ "جو - أرض" فرط صوتي موجه بالليزر من طراز AGM-114 Hellfire.

وبإمكان الطائرة الهبوط والإقلاع ذاتياً، كما أنها مدعومة بنظام تحكم عبر الشبكات، ونقل صور حية في الوقت الفعلي، لكن ليس من الواضح بعد ما إذا كان نظام التحكم بالطائرة يسمح لمشغلها بنقل عملية التحكم بها من محطة تحكم أرضية إلى محطة أخرى موجودة على متن سفينة حربية على سبيل المثال، إلا أن الشيء المؤكد أن الطائرة مزودة بكل القدرات الأولية لأداء مهام الاستطلاع والاستخبارات والمهام الهجومية.

وفي الوقت الراهن، حصل الجيش التايواني على 4 نماذج أولية لطائرات Teng Yun المسيرة منذ عام 2016، بينها النسخة الأحدث المزودة بمحرك أميركي الصنع.

*أهمية الطائرة

وقال الخبير العسكري الذي تحدثت إليه قناة "تايوان بلس"، تشن كومينج، إن أهمية حصول تايوان على طائرة مسيرة بهذه القدرات تكمن في أن تايبيه لا تفتقر إلى الأسلحة، بل تفتقر إلى أدوات الاستطلاع، ولهذا فهي بحاجة إلى طائرات مسيرة لمراقبة الأجواء والمنطقة البحرية المحيطة بها لفترات طويلة، مضيفاً "نحن بحاجة إلى طائرتين كبيرتين مثل هذه للقيام بدوريات على مدار 24 ساعة، واحدة في الشمال والأخرى في الجنوب".

وتهدف هذه الدوريات في المقام الأول إلى مراقبة حركة السفن الحربية الصينية، باعتبار أن القوات البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني ستكون الذراع الرئيسية لأي هجوم محتمل على تايوان، وبغض النظر عن التوقيت أو التكتيك الذي سيتبناه جيش التحرير الشعبي الصيني، فمن المؤكد أنه سيشن هجوماً مفاجئاً بالأسلحة المشتركة، بالتزامن مع تحريك أسطول ضخم عبر مضيق تايوان.

أما سلاح الجو الصيني، فسيقوم بمهام الهيمنة الجوية، وإذا دعت الحاجة سيضرب أهدافاً أرضية، ويُسقط المقاتلات التايوانية أثناء إقلاعها، وسيكون الهدف الرئيسي للعملية العسكرية الصينية المحتملة هو فرض حصار بحري وجوي كامل، وفرض أمر واقع على تايوان لإعادة التوحيد بشكل رسمي مع البر الرئيسي الصيني.

وعلى هذا النحو تتزايد حاجة تايوان إلى امتلاك أدوات تمكنها من أداء مهام استطلاع طويلة المدى والأمد، حتى مع افتراض أن البحرية الصينية لن تتحرك بشكل مفاجئ للهجوم على الجزيرة، وأن الحصار سيكون مجرد امتداد لتدريبات السفن الحربية المحيطة بالجزيرة، فإن احتفاظ تايوان بوجود دائم في أجواء المنطقة من شأنه أن يوفر لتايبيه وعياً حيوياً بالموقف.

ويمكن لما لا يقل عن ثلاث إلى أربع طائرات مسيرة من طراز Teng Yun 2، متصلة بشبكات مع أصول بحرية وجوية وبرية بالجيش التايواني، وربما مع أصول أميركية ويابانية، أن توفر وعياً ظرفياً حيوياً، ومع ذلك، فإن المدة التي ستبقى فيها هذه الطائرات في السماء محل شك، لأنها ستكون عرضة للاستهداف من جانب الجيش الصيني الذي لن يجد صعوبة في إسقاطها.

المصدر: الشرق للأخبار

أضف تعليق