تقرير: "أق قويو".. أول محطة نووية بتركيا تستعد لدخول الخدمة

بالسرعة القصوى يتواصل العمل في محطة "آق قويو" النووية بولاية مرسين التركية، قبل الاحتفال بضخ أول دفعة من الوقود النووي في المحطة، التي تعتبر أول محطة تركية للطاقة النووية وواحدة من بين أكبر الاستثمارات في البلاد.

سيساهم المشروع، الذي دخل في مراحله الأخيرة، بشكل كبير في الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة لتركيا.

في المشروع حيث بدأ العد التنازلي لبدء تشغيل الوحدة الأولى، من المتوقع أن تحصل المحطة على صفة "منشأة نووية" بالتزامن مع وصول الوقود النووي إليها في 27 أبريل/ نيسان الجاري.

وبعد الاختبارات الأولية وإكمال الاستعدادات اللازمة عقب وصول الوقود، من المقرر أن يتم تشغيل الوحدة الأولى فيما سيتم تشغيل الوحدات الثلاث الأخرى في غضون عام واحد.

كما سيتم أيضا استخدام قضبان الوقود في توليد الطاقة الكهربائية لمدة عام ونصف، عقب تشغيل محطة "آق قويو" النووية.

كذلك، سيتم تبريد قضبان الوقود النووي التي أكملت عمرها الإنتاجي، في حوض خاص ضمن منطقة المفاعل، وذلك قبل أن يتم تخزين تلك القضبان في مكان خاص معد مسبقا.

وباستخدام قضبان الوقود، سيتم إنتاج الكهرباء من الحرارة المكافئة للطاقة التي يتم الحصول عليها من 124 ألف و500 عربة فحم، دون التسبب بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

 

تدشين المحطة

في إطار الاتفاقية الموقعة بين حكومتي الجمهورية التركية وروسيا الاتحادية في 12 مايو/ أيار 2010، تم عقد تأسيس الوحدة الأولى من محطة "أق قويو" في منطقة كلنار بولاية مرسين (جنوب).

هذا التدشين، جاء في حفل حضره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بواسطة دائرة تلفزيونية مغلقة في 3 أبريل/ نيسان 2018.

وهكذا، بدأت رسميا أعمال البناء الوحدة الأولى من المحطة النووية التي تعتبر الأولى من نوعها في تركيا.

واكتسبت أعمال تأسيس محطة "أق قويو" وهي من بين أكبر الاستثمارات في تركيا، زخما وبعدا جديدا مع بدء بناء الوحدة الثانية في المحطة في 8 أبريل 2020.

كما جرى بدء العمل في صب المنصات الخرسانية الأولى لوحدة الطاقة الثالثة في 10 مارس/ آذار 2021، بحفل حضره الرئيس أردوغان، وبوتين بواسطة دائرة تلفزيونية.

فيما تم وضع حجر الأساس للوحدة الرابعة والأخيرة في 21 يوليو/ تموز 2022، لتبدأ مراحل البناء المكثّفة في المشروع، الذي تحول أيضا إلى أحد أكبر مواقع البناء في العالم.

ويشارك آلاف الأشخاص العمال والموظفين، ومعظمهم من الأتراك، في بناء المحطة النووية وتجهيزها؛ وبلغ عدد العاملين في موقع البناء أكثر من 30 ألف شخص خلال فترة الذروة.

كما تعمل على أرض المشروع أكثر من 1300 من آليات البناء والتجهيز الثقيلة، وقد تم استخدام 140 ألف طن من حديد التسليح والصب و1.3 مليون متر مكعب من الخرسانة حتى الآن.

ومن المقرر أن يتم هذا العام، تشغيل الوحدة الأولى من محطة توليد الكهرباء، والتي ستتألف من 4 وحدات، كل منها بمفاعل توليد من النوع (VVER-1200 tipi "III+").

وتبلغ قوة المحطة 1200 ميغاواط لكل وحدة، وطاقة إجمالية تبلغ 4800 ميغاواط، وذلك بالتزامن مع إحياء تركيا الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية (29 أكتوبر/تشرين الأول 2023).

ومن المتوقع أن تلبي محطة الطاقة، التي ستنتج ما يقرب من 35 مليار كيلوواط/ ساعة من الكهرباء سنويا، عند تفعيل طاقتها الكاملة، 10 بالمئة من الطلب على الكهرباء في تركيا وحدها.

يبلغ العمر التشغيلي للمحطة 60 عاما، مع إمكانية التمديد لمدة 20 عاما أخرى، كما بإمكان المحطة أن تنتج الكهرباء دون انقطاع وبدون انبعاثات للغازات الدفيئة الضارّة بالبيئة، فضلًا عن مساهمتها في تحقيق أهداف تركيا للعام 2053 والمتعلقة بالانبعاثات الصفرية.

فيما تشير التقديرات إلى أن محطة "أق قويو" ستمنع ما مجموعه 2.1 مليار طن من انبعاثات الكربون في 60 عاما، كما ستوفر فرص عمل لـ 4 آلاف شخص خلال فترة تشغيلها.

المصدر: وكالة الأناضول للأنباء

أضف تعليق