روسيا تستعد لنشر مدافع هاوتزر قرب حدودها مع فنلندا والنرويج

قال رئيس شركة "روستيخ" الحكومية الروسية للدفاع، سيرجي تشيميزوف، الأربعاء، إن روسيا ستنشر قريباً أحدث مدافع "هاوتزر" في منطقتها العسكرية الشمالية المتاخمة لفنلندا والنرويج.

وأضاف تشيميزوف في مقابلة مع الوكالة الروسية للإعلام، أن اختبار وحدات المدفعية ذاتية الدفع الجديدة من طراز "كووليشن إس في"، انتهى وبدأ إنتاجها بكميات كبيرة بالفعل، لافتاً إلى أن تسليم الدفعة التجريبية الأولى سيجري بحلول نهاية 2023.

وتابع: "أعتقد أنها ستظهر هناك (في المنطقة العسكرية الشمالية) قريباً، نظراً لأن مدافع الهاوتزر من هذه الفئة مطلوبة لتوفير ميزة على نماذج المدفعية الغربية من حيث مدى إطلاق النار".

وغيّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2021 وضع الأسطول الشمالي الروسي، الذي كانت منطقة مسؤوليته بشكل رئيسي في القطب الشمالي، إلى المنطقة العسكرية الشمالية التي تضم أيضاً منطقة مورمانسك التي تقع على الحدود مع فنلندا والنرويج.

ومنذ شن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، اتهمت موسكو الغرب بشن "حرب بالوكالة" ضدها، وحذرت من أنها ستحشد قوات على حدودها الغربية بعد انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي تقوده الولايات المتحدة.

*أزمة دبلوماسية

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، استدعاء السفير الفنلندي المعتمد في موسكو، أنتي هيلانتيرا، عقب توقيع بلاده اتفاقية تعاون دفاعي مع الولايات المتحدة.

ووقّعت فنلندا والولايات المتّحدة اتفاقاً لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وذلك غداة التحذير الذي وجّهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى الدولة الإسكندنافية ردّاً على انضمامها إلى الناتو.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان، "تم استدعاء السفير الفنلندي في موسكو، أنتي هيلانتيرا، إلى وزارة الخارجية الروسية، بعد موافقة الحكومة الفنلندية على إبرام اتفاقية تعاون دفاعي مع الولايات المتحدة".

وشددت زاخاروفا على أن الدبلوماسي الفنلندي أُبلغ بأن روسيا "لن تبقى مكتوفة الأيدي دون رد على الحشد العسكري لحلف شمال الأطلسي على الحدود؛ مما يهدد أمن روسيا، وستتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة القرارات العدوانية لفنلندا وحلفائها في الناتو".

والاتفاق الذي يضفي طابعاً رسمياً على العلاقات الوثيقة بين واشنطن وهلسنكي، أشاد به وزير الدفاع الفنلندي أنتي هاكانن، باعتباره "علامة قوية على التزام الولايات المتّحدة الدفاع عن فنلندا وشمال أوروبا بأسرها".

*اتهامات لموسكو

من جهتها، جدّدت وزيرة الخارجية الفنلندية، إيلينا فالتونين، بعد توقيع الاتّفاق في واشنطن اتّهامات هلسنكي، لموسكو، بالسعي إلى "استغلال" ملف الهجرة من خلال إرسال أشخاص عبر الحدود الرّوسية إلى فنلندا.

وقالت الوزيرة أمام معهد هدسون البحثي، إنّه "على مدار العامين الماضيين، رأينا أنّ هناك القليل جداً من الحدود لسلوك روسيا العدواني".

وأكّدت أنّ بلادها تعتبر أنّ "روسيا ستظلّ تشكّل تهديدا للأمن العالمي في المستقبل القريب".

وباشرت السويد عملية ترشّحها لعضوية الحلف بالتوازي مع فنلندا، لكنّ مسيرة انضمامها معطّلة حالياً بسبب تركيا.

وجاء توقيع الاتفاق غداة تحذير بوتين من "مشكلات" مع فنلندا بعد انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، وإعلانه أنّ بلاده ستنشئ منطقة عسكرية جديدة في شمال غرب البلاد ردّاً على هذه الخطوة.

واتهم بوتين، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الغرب، بـ"جر" فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، قائلاً إن روسيا قامت منذ فترة طويلة بتسوية نزاعات القرن العشرين مع هلسنكي.

وفنلندا التي تتشارك حدوداً بطول 1340 كم مع روسيا انضمّت في أبريل الماضي إلى حلف شمال الأطلسي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع 2022.

المصدر: الشرق للأخبار

أضف تعليق