مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد في زيارة نادرة لإيران

قالت وسائل إعلام إيرانية إن مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات طحنون بن زايد التقى وزير الأمن القومي الإيراني علي شمخاني في طهران حيث بحثا "تحسين العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية".

ونشر موقع نور نيوز المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران صورة تجمع الرجلين، في حين نقلت وسائل إعلام إيرانية عن شمخاني قوله إنه بإمكان دول المنطقة أن تلعب دورا مهما باعتبارها قطبا للطاقة في حال هي تعاونت مع بعضها ووضعت الحوار والتفاهم مكان المقاربات العسكرية لحل الخلافات.

في المقابل قال الشيخ طحنون بن زايد إن تنمية العلاقات مع إيران تعتبر أولوية للإمارات، مضيفاً أن الأمن والاستقرار المستدامان لن يتوفرا إلا عبر التعاون بين بلدان المنطقة، حسب ما نقلت وسائل إعلام إيرانية.

وكانت مواقع إخبارية إيرانية وسورية قد نشرت أمس تقارير تفيد بأن وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، سيصل طهران على رأس وفد رسمي سوري مساء الأحد في زيارة تستمر ليومين، ما يعني أنها ستتقاطع مع زيارة المسؤول الإماراتي إلى طهران.

وكان المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش، قد أعلن قبل أيام قليلة، أن بلاده سترسل وفدا إلى طهران لبحث تطوير العلاقات وتحسينها، قائلا إن الإمارات تتخذ خطوات لتهدئة التوترات مع إيران "كجزء من خيار سياسي تجاه الدبلوماسية وبعيدا عن المواجهة".

وتعد زيارة طحنون بن زايد آل نهيان، وهو الأخ غير الشقيق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي رفيع المستوى لإيران منذ عام 2016.

لذا فهي بحد ذاتها علامة على جهود إعادة تأسيس العلاقات بين دول الخليج العربية وإيران بعد سنوات من الجفاء.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بحثا فيه سبل تعزيز التعاون بما يخدم مصالح البلدين، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.

كما كان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني، قد زار أبو ظبي في الرابع والعشرين من الشهر الماضي والتقى المستشار الرئاسي أنور قرقاش ومسؤولين آخرين، في تطوّر نظر إليه حينها كتمهيد أمام تحسّن محتمل في العلاقات بين البلدين.

وكانت المملكة العربية السعودية قد بدأت في أبريل/ نيسان الماضي محادثات مع إيران وصفت بأنها "ودية" ولكن "استكشافية" إلى حد بعيد.

ورغم بوادر الانفتاح عبرت دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من مرة عن مخاوف عدة لديها تتمحور حول توسّع رقعة نفوذ إيران في المنطقة ومنظومتها البالستية وطموحها النووي.

إذ كان قرقاش، ولدى حديثه عن الزيارة المرتقبة، شدد أن بلاده تشارك المخاوف الإقليمية حول السياسات والأنشطة الإيرانية في المنطقة لكنها ترى أن "المواجهة ليست السبيل الأمثل للمضي قدماً".

وتأتي زيارة الشيخ طحنون، بعد أيام من محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعته طهران مع الدول الكبرى عام 2015 قبل أن تنسحب منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

وبينما تصر طهران على أن الملف النووي هو شأن إيراني مع قوى دولية وليس مع دول المنطقة والخليج، يرى البعض أن الإمارات قد تكون قادرة على لعب دور دبلوماسي في الملف، يساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي.

المصدر: بي بي سي

أضف تعليق