أذربيجان تسعى لاقتناء مقاتلات "جي إف 17 ثاندر" الباكستانية

تنوي أذربيجان توقيع صفقة مع باكستان لشراء الطائرة المقاتلة "جي إف 17 ثاندر" بقيمة مليار ونصف مليار دولار، ومن شأن هذه الصفقة أن تشكل بداية منعطف في صفقات المقاتلات على شاكلة ما تحدثه المسيرات الإيرانية والتركية في عالم الأسلحة.

وهذه الطائرة هي صينية باكستانية، وتعرف في الصين بـ "إف إس 1" وفي باكستان بـ"جي إف 17"، جرى تصميمها وتطويرها منذ عقدين، والآن أصبحت مقاتلة رئيسية في سلاح الجو الباكستاني. ومن الناحية العملية، لا تقل فعالية عن مقاتلة إف 16 الأمريكية.

وأورد الموقع العسكري الفرنسي “أوبيكس 360” الجمعة من الأسبوع الجاري خبر الصفقة المرتقبة اعتمادا على قلق حقيقي وسط أرمينيا التي لديها نزاعات عسكرية مع أذربيجان، حيث يتبين أن الأخيرة سائرة في الحصول على أسلحة متطورة ومنها صفقة جي إف 17.  وفي حال إتمام الصفقة ستكون بداية تحول حقيقي في مجال المقاتلات الذي تسيطر عليه حتى الآن دول قليلة.

ويعود هذا التحول إلى عدد من العوامل ذات الطابع الاستراتيجي. ارتباطا بهذا، تسيطر على صفقات الطائرات المقاتلة دول قليلة وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، ثم تأتي دولة السويد بمسافة بعيدة عن الثلاثة، بينما تراجع دور بريطانيا باستثناء مشاركتها في صناعة المقاتلة يوروفايتر. واعتادت هذه الدول فرض شروط على استعمال هذه المقاتلات، ومن ضمنها أن الولايات المتحدة مثلا لا تريد تحديث المقاتلات التي تبيعها لبعض الدول مثل حالة تركيا مع مقاتلات إف 16 أو تجمد صفقات إذا هددت أمن إسرائيل مثل تعليق صفقات السلاح للسعودية ومنها مقاتلات. في الوقت ذاته، يبقى سعر هذه المقاتلات الغربية مرتفعا للغاية بحكم الاحتكار.

في المقابل، لا تفرض باكستان في حالة إف جي 17 شروطا على الدولة التي ستقتني هذه المقاتلة، كما توفر التدريب وجميع أنواع العتاد العسكري بدون شروط، ويضاف الى كل هذا أن سعر هذه الطائرة لن يتجاوز 50 مليون دولار للنسخة الأكثر تقدما، أي نصف سعر المقاتلات الغربية.

ومن شأن هذه المقاتلة أن تحدث منعطفا كما يجري الآن مع الصناعة العسكرية الإيرانية والتركية. وعلاقة بتركيا، فقد قامت بتطوير الدرون العسكري على المستوى التقني والأسعار، وأصبح بإمكان معظم الدول التوفر على سلاح جوي فعال للدفاع والهجوم. ويكفي أن أوكرانيا استطاعت إلحاق خسائر عسكرية بروسيا في الحرب الحالية بفضل الدرون بيرقدار. ومن جهتها، نجحت إيران في تطوير الدرون “الشاهد” الذي تعتمده روسيا، وطورت صناعة الصواريخ، وهذا سمح لعدد من الدول بالتوفر على قوة عسكرية. ومن ضمن الأمثلة، كيف نجح الحوثيون في التحكم نسبيا في الملاحة البحرية في معبر هام مثل البحر الأحمر بفضل صواريخ إيرانية من النسخ الثانية وليس الأكثر تطورا.

ويعتمد سلاح الجو الباكستاني والصيني على هذه المقاتلة مع تغييرات في نسخة كل دولة، واقتنت نيجيريا بعض الوحدات، ويتم اكتمال صفقة أرمينيا، وهناك اهتمام من دول أخرى مثل المغرب والأرجنتين.

المصدر: القدس العربي

أضف تعليق