الذخائر دقيقة التوجيه: ما وراء التكنولوجيا التي تحول القنابل غير الموجهة أو "الغبية" إلى ذكية

*ما هي الذخائر دقيقة التوجيه؟

الذخائر دقيقة التوجيه (PGM) هي عبارة عن ذخائر (قنابل) موجهة تستخدم في إصابة الأهداف بدقة عالية مع الحد من الأضرار الجانبية. تتكون أنظمة الذخائر دقيقة التوجيه عادة من أجهزة توجيه يتم تثبيتها على مقدمة القنابل غير الموجهة، وزعانف أو أجنحة تفتح بعد إسقاط القنبلة.

*كيفية عمل القنابل الذكية

تعمل أنظمة التوجيه بشكل فعال على تحويل القنابل غير الموجهة أو "القنابل الغبية" إلى ذخائر موجهة "ذكية" باستخدام نظام توجيه واحد أو أكثر لتحديد موقع الهدف، والدقّة التي يمكن بها تلقيم إحداثيات الهدف في نظام الرمي. يعود أصل القنابل الذكية إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقد أحدث تحويل القنابل التقليدية إلى ذكية ثورة حقيقية في أنظمة الدفاع الجوي. يتم تعزيز دقة ومرونة الضربات الجوية بشكل كبير بحيث يمكن إصابة الأهداف بدقة متناهية، سواء كانت ثابتة أو متحركة.

الذخائر دقيقة التوجيه لها عدة أنواع معروفة هي:

  • الذخائر الموجهة بإشارات الراديو.
  • الذخائر الموجهة بالأشعة الكهروضوئية.
  • الذخائر الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.
  • الذخائر الموجهة بالليزر.
  • الذخائر الموجهة بالرادار (رادار الموجة الميلليمترية).
  • الذخائر الموجهة ساتلياً (بالأقمار الصناعية)

*الذخائر الموجهة بإشارات الراديو 

الذخائر الموجهة راديوياً، هو نوع من التوجيه تقوم فيه محطة أرضية أو طائرة بنقل إشارات التوجيه إلى الذخائر الموجهة لاسلكياً أو من خلال سلك يربط الذخيرة بمنصة الإطلاق. واستُخدِمَ السلك لنقل الإشارات لأنّ الراديو يمكن التشويش عليه بيدَ أنّ السلك يحدُّ من المدى.

*الذخائر الموجهة بالأشعة الكهروضوئية

الذخائر الموجهة بالأشعة الكهروضوئية هي أسلحة دقيقة يتم توجيهها بواسطة الكاميرات الكهروضوئية أو جهاز باحث كهروضوئي. تنقل الكاميرا موقع الهدف المحدد إلى طائرة التحكم، والتي تقوم بدورها بتوجيه القنبلة نحو الهدف تلقائياً. تم إدخال هذه التفنية لأول مرة في الحرب الكورية في ستينيات القرن العشرين، حيث استخدم جيش الولايات المتحدة الكاميرات الكهروضوئية لتوجيه القنبلة نحو الهدف.

*الذخائر الموجهة بالأشعة تحت الحمراء

التوجيه بالأشعة تحت الحمراء أو "التوجيه الحراري"، هو نظام توجيه خامل للأسلحة يستخدم انبعاث الأشعة الحمراء التي تبثها الأجسام لتعقُّب الهدف. غالبًا ما يُشار إلى القنابل الذكية التي تستخدم رؤوسا باحثة تعمل بالأشعة تحت الحمراء باسم "القنابل الباحثة عن الحرارة". تمتلك أنظمة التوجيه بالأشعة تحت الحمراء تقنية "ارمِ وانسَ" (fire-and-forget)، وهي عبارة عن أنظمة خاملة، أي انها لا تبعث أي إشارات ومع ذلك، فهي عرضة لعدد من الإجراءات المضادة البسيطة مثل المشاعل الخادعة.

*الذخائر الموجهة بالليزر

تستخدم الذخائر الموجهة بالليزر توجيه ليزري شبه نشط لضرب هدف محدد. آلية عمل هذه الذخائر الذكية هي استخدام الإلكترونيات الموجودة على متنها لتتبع الأهداف التي يتم تحديدها بواسطة الليزر، وضبط مسارها لضرب الهدف بدقة. تتتبع الذخيرة بصمة ضوئية، وليس الجسم نفسه، مما يعني أنه يجب إضاءة الهدف بشعاع ليزري من مصدر منفصل، إما عن طريق القوات البرية، أو عن طريق حجرة على الطائرة المهاجمة، أو عن طريق طائرة دعم منفصلة. تم تطوير هذه التقنية لأول مرة من قبل الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام، وقد أثبت استخدام الذخائر الموجهة بدقة في العمليات العسكرية قيمتها في ضرب الأهداف الصعبة.

*الذخائر الموجهة بالرادار (رادار الموجة الميلليمترية)

استُخدِمَت تكنولوجيا التوجيه الراداري النشط مبكراً في الأسلحة المضادة للسفن وأسلحة الهجوم السطحي (أي المطلقة من منصة بحرية)، لكنّها في وقتٍ لاحق أُدمِجَت في صواريخ الهجوم البرّي. ويمكن تعزيز الرؤوس الباحثة الرادارية بعناصر أخرى مثل "نظام تحديد الموقع العالمي" (GPS) البصري الإلكتروني، والرصد وتحديد المدى ليزرياً LADAR، إلخ. أما التطبيقات الأخرى لرادارت الموجة الميللمترية فهي رصد وتعريف العربات المدرّعة والأهداف العالية القيمة الأخرى والاشتباك معها حيث إنّها توفّرُ استبانة عالية جداً، وقدرة على العمل في جميع الأحوال الجوّية، ويصعُب التشويش عليها.

*الذخائر الموجهة ساتلياً (بالأقمار الصناعية)

الذخائر الموجَّهة ساتلياً التي تتستخدم تقنيةُ "نظام تحديد الموقع العالمي" (GPS) وهي أنظمة تعمل في جميع الأحوال الجوّية. وبما أنّ نظام GPS يمكن التشويش عليه، زُوِّدَت هذه الأسلحة بقدرة الملاحة بالقصور الذاتي كاحتياط توجيهي. واستخدمت الولايات المتحدة طقم "ذخيرة الهجوم المباشر المشتركة" من طراز "JDAM" من أجل تحويل القنابل غير الموجَّهة الغبية إلى أخرى موجَّهة في جميع الأحوال الجوّية.

أضف تعليق