فتاكة ورخيصة وواسعة الانتشار.. كيف تغير المسيّرات "الرخيصة" طبيعة الحرب الحديثة

حذرت صحيفة "الغارديان" البريطانية من الزيادة الكبيرة في استخدام المسيرات في النزاعات المعاصرة بطريقة لم يسبق لها مثيل، مشيرة إلى أنه كلما أصبحت هذه المسيرات أرخص ثمنا، زادت الخسائر البشرية.

وعادت الصحيفة إلى بداية استخدام المسيرات في النزاعات وعمليات الاستهداف، وذلك في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما"؛ إذ لاقت الفكرة آنذاك اهتماما كبيرا كونها تتيح تنفيذ العمليات العسكرية من دون المخاطرة بحياة الأفراد، إلى جانب دقتها في إصابة الهدف من دون لفت الأنظار إليها.

وتضمنت افتتاحية الصحيفة قراءة للتحول الكبير في مشهد الحرب الحديثة؛ بسبب الاعتماد الواسع النطاق على المسيرات (UAVs)، وانتشار أنواع أقل تكلفة وأسهل استخداما تقوم بتصنيعها دول مثل تركيا وإيران والصين.

وخلافا لمسيرات "بريداتور" الأمريكية باهظة الثمن التي استخدمتها الولايات المتحدة سابقًا، فإن تكلفة المسيرات الأحدث منخفضة ولا تتعدى جزءا بسيطا من سعر الدرونز الأمريكية، ما يمكّن الدول الصغيرة والجهات غير الحكومية من اقتناء المسيرات رخيصة الثمن، بالتالي فرض نفوذها في الصراعات التي كانت تهيمن عليها في السابق القوى العسكرية الكبرى بالعالم.

وقالت الصحيفة: "في إثيوبيا مثلا، لعبت الطائرات من دون طيار دورًا حاسمًا في مساعدة الحكومة الفيدرالية على وقف التقدم السريع لمقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي".

وفي عام 2021، قال الجنرال كينيث ماكنزي، الذي كان آنذاك قائد القيادة المركزية الأمريكية، إنه ولأول مرة منذ الحرب الكورية، تنخرط الولايات المتحدة في صراعات وحروب دون الحفاظ على تفوق جوي كامل.

علاوة على ذلك، أعيد استخدام الطائرات التجارية من دون طيار، المصممة في الأصل للهواة أو لأغراض زراعية، للاستخدام العسكري في الحروب، مثل تلك الدائرة في أوكرانيا وميانمار.

ورغم تكلفتها المنخفضة، أثبتت المسيرات قدرتها الهائلة، لا سيما في الحروب غير المتكافئة.

وأضافت "الغارديان": "غير أنه ينبغي عدم المبالغة في تصوير أهمية الجيل الجديد من المسيرات المسلحة، فمعظمها يفشل في أداء مهمته، والضرر الذي يمكن أن تسببه أقل من الأضرار التي تُلحقها الصواريخ".

وأردفت: "غالبًا ما تكون الدرونز أكثر فاعلية في الضربات الشكلية، أو الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية الاقتصادية، مثل شبكات الطاقة، وأيضا عند استخدامها جنبًا إلى جنب مع الأسلحة التقليدية".

ولفتت إلى أن "فاعلية المسيرات المسلحة واضحة بما فيه الكفاية؛ إذ يدرس الجيش الأمريكي جديا الاستثمار في أعداد كبيرة منها، إلى جانب طائراته "Reapers" التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات".

وتابعت: "بيد أن المخاطر تتعاظم كلما تطورت التكنولوجيا أكثر، فأحد المخاوف الرئيسية الآن يكمن في أسراب المسيرات القوية المجهزة بقدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، التي تتكون من أجهزة متعددة تتواصل مع بعضها البعض بشكل مستقل".

ورأت أنه "من هنا تأتي خطورة وقوع مثل هذه الأنواع من الدرونز في أيدي الجماعات الإرهابية، علما أن تنظيم داعش كان من أوائل من تبنى تنفيذ الهجمات بطائرات مسيرة".

وأشارت "الغارديان" إلى الحاجة الملحة لإجراء مناقشات ووضع لوائح دولية بشأن استخدام الطائرات المسيرة في الحروب.

وختمت أن هجمات "المسيرات" التي نفذتها أمريكا أظهرت إلى أي حد أسهمت المسيرات في إضفاء المزيد من السرية على العمليات العسكرية، والحد من استخدام القوة العسكرية الكبيرة، وفي الوقت ذاته تقليل المحاسبة والمساءلة عن الهجمات، وهو ما يحتم، بنظر الصحيفة، وضع قواعد دولية تضمن الاستخدام المسؤول لتكنولوجيا الطائرات المسيرة في النزاعات العسكرية".

المصدر: إرم نيوز

أضف تعليق